متى يسمح بالجماع بعد الولادة القيصرية؟

ماهو ذُهان النفاس؟


ذُهان النفاس


وخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الحمل ترتفع نسبة هرموني الأوستروجين والبروجسترون في دم الحامل إرتفاعاً كبيراً، بينما تنخفض نسبة هذه الهرمونات إنخفاضاً مفاجئاً بعد الولادة مباشرة.

ونتيجة لعدم التوازن هذا، قد تتطور عند الأم بعد الولادة أحد ثلاثة أنواع من الإضطرابات النفسية، هي: "حزن النفاس" و "اكتئاب النفاس" و "ذهان النفاس". وأخطر هذه الإضطرابات هو ذهان النفاس Psychosis  Postpartum.

ويعرف ذهان النفاس بأنه نشوء أعراض ذهانية عند الأم، خلال الأسبوعين أو الأربعة أسابيع، التي تلي الولادة، وهو نادر الحدوث إذ تبلغ نسبة الإصابة به واحد من ألف ولادة.

وتعاني المريضة خلال هذا المرض من الأعراض الذهانية والعاطفية التالية: حزن، فرح مرضي Elation، الشعور بالذنب لعدم قيامها بواجباتها تجاه وليدها، الإرهاق، عدم الشعور بملذات الحياة Anhedonia، عدم إنتظام النوم، 

عدم التركيز والهلوسة Hallucinations (وهو عبارة عن إدراك حسي غير قائم على أساس أو تأثير منبهات خارجية – الحواس الخمسة – فمثلاً سماع المريض لصوت يتكلم معه، بينما في الحقيقة لا يوجد هناك أحد يتكلم، أو رؤيته لحيوانات دون وجودها الفعلي). وضلالات Delusions (وهي عبارة عن معتقدات خاطئة، يتمسك بها المريض بإيمان واقتناع راسخين، ولا يشاركه في معتقداته الخاطئة هذه أشخاص آخرون من الخلفية الثقافية والاجتماعية نفسها.  ويتمسك المريض بهذه المعتقدات الخاطئة رغم كل الدلائل والبراهين المعارضة لها). وأفكار إنتحارية، أو حتى الانتحار، وقد تقوم بإيذاء وليدها. لذلك يجب أخذ الحذر والحيطة، ووضع الأم تحت المراقبة الشديدة. ويجب إدخالها الى المستشفى إذا كانت تشكل خطراً على حياتها أو حياة وليدها.

وأود أن أعاود وأكرر أن الحب والحنان والعطف المقدمة من قبل الزوج أو الأهل للمرأة أثناء الحمل وبعده، تلعب دوراً كبيراً في التخلص من مثل هذه الحالات النفسية.  كذلك فإن عدم الانسجام بين الزوجين، أو الظروف النفسية الصعبة أثناء الحمل تلعب دورها في الإصابة بمثل هذه الحالات (إضافة إلى التغيرات الهرمونية).  وللمزيد حول هذا الموضوع راجع مقال "الاضطرابات المزاجية للأم بعد الولادة"